عندما ترغب هوليوود بأن تنتج شيئاً "عليه القيمة"، تكون النتيجة شيئاً كهذا الفلم
هناك ثلاث قصص تتنافس بجماليتها بخصوص هذا العمل الفني الرائع واحد: الرواية التي بُنيت احداث الفلم عليها. تأليف مايكل أونداتيه إثنين: الفلم نفسه. نقل جمالية الرواية و أضاف فوقها روعة سردية و تفوق أدائي و سحر بالإخراج ثلاثة: قصة و تفاصيل عمل الفلم
بالنسبة للنقطتين ١ و ٢ أعلاه، هذه اتركها لكم لتقرأون/تشاهدون أحداثها و تحكمون عليها بأنفسكم حسب رأيي غير المتواضع، لا أستطيع ان أمدح بالأثنين كفاية. فرغوا وقت، رتبوا وضعكم، سووا لكم چارة و أما تقرأون الكتاب أو تشوفون الفلم
سأعطيكم بعض تفاصيل عمل الفلم، اللي أنا أعتبرها مقومات نجاحه
المخرج أنتوني مينگيلا معروف بأعماله التي تحب الأسلوب السردي بنص قوي ادبي واضح و بطريقة عرض كلاسيكية
قام منتج الفلم سول زينتز و المخرج بأخذ الرواية الى ستوديوهات هوليوود، الكل أخبرهم ان الرواية "غير سينمائية"، يعني تصلح ككتاب لكن صعب او يستحيل تحويلها لفلم لم يعجز الأثنين و كررا تقديمهما للنص للستوديوهات، أخيراً وافق ستوديو فوكس لكن - بشروط. أحد الشروط ان تقوم بدور البطلة كاثرين الممثلة (الشهيرة حينها) ديمي موور. هذا لم يتفق مع رأي المخرج، فأنسحب و سحب معه فلمه من فوكس أخذ المنتج و المخرج نصهما و راحا به الى ستوديو ميراماكس (مديريه ابناء عم شهيرين بحبهما للأفلام الجيدة) الشهير بإنتاج الأفلام ذات المحتوى الفني العالي جلس معهما احد مديريّ الشركة و قرأ النص (تقريباً ٣ ساعات بجلسة واحدة)، بعد انتهائه وافق على إنتاج/توزيع الفلم من غير أي تدخل منه و بدون أي شروط قال للمخرج: إفعل ما بدا لك
أصر المخرج على طاقم ممثلين عاليي الكفاءة و الأداء و القابلية التمثيلية لكن بعيدين عن الأضواء، لكي لا ينحاز المشاهد للممثل او ممثلة مشهورين بالفلم، انما يركّز أكثر على الحدث
في الرواية/الفلم تسأل كاثرين الكونت المغامر ألمازي: هل أنا (ك) في مذكراتك؟ قامت الممثلة كريستين سكوت توماس بإرسال رسالة الى المخرج بسطر واحد: هل أنا (ك) في فلمك؟ دلالة على تعمقها و حبها و رغبتها بتمثيل دور كاثرين أختارها المخرج بناءً على هذه الحادثة
ممثلي الفلم متعددي الجنسيات. إنگليز، فرنسيون، هنود، ألمان، أمريكان، كنديون، و عرب. ليس بشرط لنجاح الفلم، لكن هنا كان سبباً اساسياً
تم أختيار الملحن گيبرايل ياريد من قبل المخرج كونه يعتمد على الأسلوب الكلاسيكي القديم بالتأليف و التلحين
النتيجة؟
تحفة فنية خالدة في تاريخ السينما
درس في الإنتاج السينمائي. كل إنتاج هو مقامرة، و بما انك تقامر، إذاً راهن على الحس و الدافع الفني بدلاً من العائد المادي ٢٣٢ مليون دولار في شباك التذاكر حول العالم (ما يعادل ٣٦٠ مليون دولار بحساب يوم كتابة هذا المقال). كلفة إنتاج الفلم كانت ٢٧ مليون دولار ترشح لطن من الجوائز، منها الترشّح ل١٢ أوسكار، فاز ب٩ منها. من ضمنها أوسكار أفضل فلم، أفضل مخرج، أفضل موسيقى تصويرية، فلم أفضل تصوير، و أفضل ممثلة مساعدة
إنتاج عام ١٩٩٦
إخراج: أنتوني مينگيلا
سيناريو: أنتوني مينگيلا
موسيقى: گيبرايل ياريد
بطولة رَيف فاينس كريستين سكوت توماس جولييت بينوش وايلم ديفو كولِن فِرث ناڤين أندروز يورگِن پروشنوڤ هشام رستم
قصة الفلم صحراء شمال أفريقيا أثناء الحرب العالمية الثانية جريح مشوّه بالكامل بلا ذاكرة، بلا أوراق ثبوتية "يعتقد" انه كان طياراً إنگليزياً ممرضته تقرأ له مذكرات محاولة ان تنقذه او تنقذ نفسها الإستخبارات تحاول الكشف عن شخصيته، من الممكن ان يكون جاسوساً للمحور .. و الحقيقة
شعار الفلم: في الذاكرة، يعيش الحب للأبد