جلست لمشاهدة فلم خولييتا بعد استعداد و تأهب داما لأسابيع هذا أمر يتكرر معي كلما وددت مشاهدة فلم للمخرج پيدرو ألمودوڤار
روعة و سحر أفلامه يدفعاني لهذين التأهب و الإستعداد. آخذ نفساً عميقاً قبل أن أغوص بمزيج فريد صارخ الألوان و المشاعِر تعدم عني الجاذبية و تفصلني تماماً عن جاذية الواقع هذا العمل الفني لم يكن بإستثناء
كحال العديد من أعماله، يربط المودوڤار المشاهِد بقصة بسيطة البناء، محدودة الشخصيات، محكمة بسير الأحداث تدور أحداثه حول إمرأة تحمل اسم الفلم تسمع خبراً عن إبنتها المختفية لأكثر من إثنا عشر عاماً، فتعود تستذكر قصتها امامنا لنعرف مَن هي، ما هي، و ما الظروف التي أدت لإنفصالها عَن ابنتها
هو ليس بفلم بوليسي، لكن الأسئلة التي يطرحها المُشاهِد أثناء تتبّعه للأحداث تنافس تلك المبنية على قصص أگاثا كريستي عندما تناقش الفلم، مع نفسك او مع الأخرين، ستلاحظ أن الأنسان المبحر بين أمواج الحياة متعلّقاً بقشة، هو الروح التي تملئ جسد هذا العمل الفني المبهر بشخصياته، نتحسسها، نتفاعل معها، و نسلمها أمرنا
هناك تجربة مشاهدة فلم هناك تجربة مشاهدة فلم رائع و هناك تجربة مشاهدة فلم لألمودوڤار لا تفوّت فرصة الأخيرة، فأنت تستحقها
إنتاج عام ٢٠١٦
سيناريو و إخراج: پيدرو ألمودوڤار
عن قصة "هاربة" للكاتبة أليس مونرو
تمثيل إيما سواريز أدريانا أوگارتي