تدور أحداث الفلم حول شخصية والت كوالسكي، رجل متقاعد وحيد، ينجح بإبعاد الأغلبية التي تود التقرّب منه، و يفشل بالحفاظ مَن يحبهم. يعيش معظم وقته بإدامة بيته، و التمعّن بفخره الوحيد المتبقي المتمثل بسيارة گران تورينو ١٩٧٢ بحالة ممتازة كالتي خارجة توها مِن المصنع
فنعلم خلال مسار الفلم انه بعد عودته من الخدمة العسكرية بالحرب الكورية، قد عمل بمصانع السيارات، و هذه السيارة كانت مِن جهده و جهد زملائه من الجيل القديم. هي رمز و طفل حقيقي لحياته
يتغيّر الحال عندما يقدُم جيران جدد لوالت. عائلة من أصل كوري، ثلاثة اجيال من المهاجرين. أمر لا يستسيغه إطلاقاً. فهم من كوريا، بلد حارب
به، و جلب منه ذكريات يهرب من اشباحها، و عاداتهم و تصرفاتهم يستهجنها بقوة، و سيدة المنزل العجوز تكرهه، و إذا لم يكن هذا كفاية لخلق توتر بينه و بينهم، يحاول يافعهم "تاو" أن يسرق سيارته
يصطدم والت بجيرانه، و يؤدي الإصطدام لسلسلة أحداث تجلّي لنا الطبيعة الحقيقية لشخصية والت و تفتح امامه باباً يتعرّف من خلاله على الجديد و الغريب، شاء أم أبى، برضى أم بزعل
تدفعه عدة ظروف، كحالته الصحية و وهن علاقته بأولاده، الى المسير بدرب صعب لا يودّه في البداية، لكن يتخذ منه هدفاً و مغزى لحياته. يجد بالسعي لتحقيقه خلاصاً و طريقة لعلاج ضمير يأنبه لعقود مِن الزمن
يتميز الفلم بقصة بسيطة تخلو مِن المفاجئات الكبيرة، لكن بنفس الوقت جميلة، رائعة بسير أحداثها، و مشوقة جداً. ثم بنهاية عظيمة. إخراجه ذكي، مرن، ينسجم مع قصة و شخصيات الفلم تاركاً بوضوح بصمة كلِنت إيستوود بإختيار زوايا التصوير، الحركة الإنسيابية للكاميرا، و تجنيد الظِلال بالمشهد
تعامل النقّاد مع الفلم بإيجابية، و لقى نجاحاً كبيراً بإيرادات شبّاك التذاكر العالمي. حيث وصلت إيراداته الى ٢٧٠ مليون دولار أميركي مقابل ميزانية إنتاج تقارب ٣٣ مليون. أضِف عليها ٥٦ مليون أخرى بمبيعات الدي ڤي دي
رُشِح لعدة جوائز محلية و عالمية منها: الگولدِن گلوبز (فاز بأفضل أغنية)، فاز بجائزة أفضل فلم أجنبي بمهرجان سيزار الفرنسي، و أُعتبِر كواحد من أفضل عشرة أفلام لعام ٢٠٠٨ مِن قِبَل معهد الفلم الأميركي
أثار عدم ترشيحه لجوائز الأوسكار جدلاً واسعاً و طويلاً، و أُعزي الأمر حينها لترشّح فلم آخر مِن إخراج إيستوود (البديل) لثلاثة اوسكارات بالعام نفسه
إنتاج عام ٢٠٠٨
إنتاج و إخراج: كلِنت إيستوود
سيناريو: نِك شينك
تمثيل كلِنت إيستوود بيي ڤانگ آهني هير كريستوفِر كارلي جون كارول لِنچ
معلومات عن الفلم
صوِّر الفلم بموقع أحداثه الحقيقي، بولاية ميشيگان، بأطراف مدينتيّ ديترويت و هايلاند پارك
جنّد إيستوود عدة شخصيات مِن أهله و داره بالفلم فإبنه كايَل إيستوود أحد موسيقيي الفلم و إبنه سكوت إيستوود يظهر بالفلم لبضعة دقائق بدور شاب ضعيف و الكلبة دَيزي التي تظهر بالفلم هي كلبة كلِنت التي تعيش مع عائلته و في بيته الحقيقيين
كان الجدول الزمني الذي خُصِص لتصوير الفلم ٣٥ يوماً. تم تصويره خلال ٣٣ يوماً فقط