top of page

الويستِرن

الجزء الأول

بدأت حقبة أفلام الويسترن مع بداية السينما في أميركا، و أنتهت بستينات القرن العشرين

كان وقع أفلام تلك المرحلة على المشاهد كوقع افلام الأبطال الجبابرة على مشاهد اليوم

أمتازت أفلام تلك المرحلة بعناصر ثابتة. البطل، محبوبة البطل، الأشرار، و الكيفية التي سينتصر بها الخير على الشر

العناصر هذه كانت واضحة جداً. حتى ان ببعض الأفلام تلاحظ ان البطل يرتدي قبعة بيضاء، و الشرير يرتدي قبعة سوداء

يعني اذا تجي و فايت عليك أول ١٠ دقايق من الفلم، لا تدير بال، بس دوّر على القبعات اللي لابسيها و تعرف منو و منو

البطل كان صحيحاً بكل شيء. قويم الخلق و الأخلاق

محبوبة البطل، كالبطل نفسه. دائماً بجنبه، محبة مخلصة بتفانٍ و بعزم ١٠ رجال عند الشدائد

الشرير كان خطئاً بكل شيء. لكن (و هذه نقطة مهمة جداً جداً) المحددات الأخلاقية و الإجتماعية بتلك الفترة لم تعطِ الشرير المجال ليكون شريراً كفاية

ما فرّق بين الإنتاج الغزير لهذه الأفلام كان القصة، و بالأخص الكيفية التي ينتصر بها البطل على الأشرار. أفضلية الفلم حينها اعتمدت على ذكاء تلك الكيفية

و يُلاحَظ بوضوح أيضاً نقطتين

الأولى: الملابس. يُلاحظ ان الملابس يندر ان تكون وسخة او عليها آثار تعرّق. و خصوصاً ملابس البطل و محبوبته. على الرغم من أن أحداث الفلم تدور غالباً بالصحراء

لكن مشاهد ذاك اليوم تقبّل هذه الأمور الغير منطقية، مثلما يتقبّل مشاهد هذا اليوم عادل إمام كمحطّم لقلوب العذارى بأفلامه للعشرين سنة الأخيرة

الثانية: طريقة الإلقاء (الحوار) و الأغاني

يُلاحظ الأسلوب المسرحي بالإلقاء عند الكلام. بقدر ما كان جميلاً معبراً، كان غير واقعياً. جميلاً لدرجة ان الأعمى يستطيع الإستمتاع بالفلم من خلال سماع شخصياته، و غير واقعي، .. لأننا لا نعيش بمسرح. نحن فقط نزوره بين الحين و الآخر

و الأغاني. گاعد بنص الفلم و متفاعل ويّا الطلقات و الطاخ و الطيخ، البطل يخلّص محبوبته، و .. طرنگ .. تگوم البطلة تغنّي. يمعودين

معظم أفلام تلك المرحلة قدّمت لنا شخصية الهندي الأحمر بشخصية الشرير، أوعلى الأقل التحدي الذي سينتصر عليه البطل بنهاية الفلم. حتماً

أُنتِجت أفلام عظيمة بتلك المرحلة، عرّفت نوع أفلام الويسترن بقوة، و يبقى بعضها ليومنا هذا كأفلام كلاسيكية جميلة يستمتع بها مشاهدين من مختلف الأجيال

و منها سطعت أسماء ممثليها و خلدوا كنجوم عالم الفن ليومن هذا. منهم على سبيل المثال: گاري كووپِر، جون وَين، جيمس ستيوارت، گريگوري پيك، و هنري فوندا

لم تقتصر مغامرات الغرب الأميركي على السينما فقط. بل تشعبت الى مسلسلات الراديو و التلفزيون من بعده، و ايضاً بالكُتُب و القصص المصورة (الكومِكس) للأطفال، و حتى شملت عروض مسرحية و فقرات خاصة بالسيرك

أشتركت أعمال الويسترن لتلك المرحلة بالسينما و التلفزيون بنفس المميزات تقريباً. لعل اكبر الإختلافات كان بساطة العمل التفزيوني و بعنف أقل مما هو عليه بالأفلام

لم تقل شهرة اعمال الويسترن التلفزيونية عن نظائرها السينمائية، يُذكر منها لون رَينجير - معروف بالوطن العربي بإسم الفارس المقنّع روهايد دخّان البنادق بونانزا

بدأت هذه العوامل بالزوال و التلاشي مع مطلع نهاية هذه الحقبة لهذا النوع من الأفلام بستينات القرن العشرين

المرحلة التالية في الجزء الثاني

bottom of page