رفعت الآلهة القديمة سيفاً من البحر، و مِن القطرات المتساقطة مِن النصل نشأت جزر اليابان. هكذا تخبرنا الأساطير. لكني أعتقد أن اليابان نشأت على سواعِد أشخاص أقوياء، بعزيمة و إنضباط عاليين، تجمعهم كلمة واحدة: شَرَف
بهكذا عبارات عميقة دالّة مُختصرة يتم تعريف العديد من الفقرات و الأحداث و الشخصيات بالعمل السينمائي الذي ينجح بتحقيق طموحه لخلق إتزان بين تقديم مرحلة و رجالها، متعة مشاهدة سينمائية، و توفيق على شبّاك التذاكر
توازن صعب، تصل صعوبته الى درجة الإستحالة
تدور أحداث الفلم حول شخصية ناثان آلگرين. ضابط سابق في جيش الأتحاد الأميركي. رجل لا يجد سوى العار كلما نظر الى المرآة، و لا سكون في ضميره نتيجة خدمته العسكرية التي ساهمت بإبادة الهنود الحمر
يجد فرصة للعمل في اليابان بصيغة مدرب للجيش الياباني الجديد الذي يلحق بركاب التطور و التحديث كحال أي شئ في اليابان منذ أواخر القرن التاسِع عشر
مهمته بالتحديد هي تدريب القطعات الإمبراطورية لتوحيد اليابان مِن خلال اقتلاع امراء الحرب و بالأخص ذلك المعروف بإسم كاتسوموتو
يقع آلگرين بالأسر عند كاتسوموتو، و يبدأ فقرة جديدة مِن حياته بالقرية التي يلجأ اليها الساموراي و أتباعه بين الجبال
يبهرنا نسيج التعاون بين كاتب السيناريو و المخرج بتقديم شخصيات عظيمة تثبت كالصرح بالذاكرة. كل منها بعمق هائل و تنجلي أمامنا بأكثر مَن طبقة
فآلگرين رجل تائه بلا هدف و لا مبدأ، يحاول دفن آثامه بالكحول. كل ما تبقى منه هو المحارب الذي يتوسل لسبيل يُقتل به بالمعركة
كاتسوموتو ينقسم بين ولائه للأمبراطور و بين الحفاظ على التقاليد القديمة و الهوية الحقيقية لليابان
الإمبراطور بدوره حائر بكيفية التعامل مع كاتسوموتو. حيث أن الأخير هو معلّمه و مرشده
و تاكا .. الإمرأة التي يناط لها مسئولية الرعاية بآلگرين أثناء فترة أسره. هي أيضاً منقسمة بين إحتقارها لضيفها العدو و بين ولائها لأخيها كاتسوموتو
و لم يتوقف إبداع تقديم الشخصيات هنا، بل أن الفلم يملك العديد من الشخصيات الثانوية التي تخدم مسار الفلم و أحداثه كما تضيئ النجوم سماء الليل
يمتاز الفلم بسير أحداث رصين و واثق يبتعد عن الملل و يحافظ على عوامل القصة مِن خلال مشاهد ذكية تُبقي المشاهِد ملتزماً و متفاعلاً مع الحدث بمراوسة بين الحدث الدرامي و الأكشن
بهذا العمل يتم تعريف مجتمعاً بحاله. طريقة الحياة، العادات و التقاليد، انواع متعددة للشجاعة، و المركز الذي يدور حله كل هذا الفلك: الإنضباط
التفسير لتقدّم و رقي المجتمع الياباني على غيره
يتميز إرتباط الأحداث بهذا العمل بشكل فائق، كهدية يقدمها المخرج و الكاتب مصحوبة بإنحنائة إحترام للمشاهِد
كمثال .. راقب شخصية "بوب"، كيف تبدأ و كيف تنتهي .. مدرب القتال في معسكر الساموراي كيف بدأ مع آلگرين و كيف انتهى .. و العديد غيرها ستجدهم و تجد المزيد منهم بكل مرة تعيد بها مشاهدة الفلم
و انت ستعيد مشاهدته عدة مرات. أضمن أنا لك ذلك
لم يكن للمخرج و الكاتب أن يقدما عملاً دقيقاً متكاملاً حاداً كنصل السيف مِن غير دور الموسيقى التصويرية الفاخرة التي كان هانز تسِمير مسؤول عنها
كما فعل مع فلم گلاديَيتُر، يقدّم تسِمير مجداً فنياً موسيقياً بهذا الفلم
يعتمد بها على ثلاثة مقطوعات رئيسية (أكثر الأفلام تعتمد على مقطوعة أو مقطوعتين) كل واحدة تناجي عموداً مِن أعمدة القصة. الدراما، النفس الجريحة، و ساحة الوغى
كل واحدة بجذور عميقة متأصلة بالمجتمع الياباني و منسجمة مع الحدث أداةً و أداء
سوية تخلق اسطورة موسيقية تداعب أذن المُشاهِد و تدق أجراساً ساحرة تخلد بذهنه
إختيار الممثلين لم يقل بعبقرية مِن تلك التي تعاملت بكل شئ آخر مع الفلم
فكل واحدة منها جائت مفصّلة للدور كتفصيل الخيّاط و أعطت عطاءً تمثيلياً جزيلاً فريداً بلا إستثناء مِن أكبر دور لأصغرها
حقق الفلم إيرادات مالية قاربت ٤٥٦ مليون دولار أميركي مقابل ميزانية قدرها ١٤٠ مليون
ولّد الفلم و الى يومنا هذا نقاط نقاش و جدل عند النقاد
ترشح لعدة جوائز منها أربعة جوائز أوسكار و ثلاثة گولدِن گلوبز
إنتاج عام ٢٠٠٣
إخراج
إدوارد زويك
سيناريو
جون لوگان
إدوارد زويك
مارشال هيرسكوڤِتز
موسيقى
هانز تسِمير
تمثيل
توم كروز
كين واتانابي
هيرويوكي سانادا
كويوكي
شِن كويامادا
ماساتو هارادا
شِچِنوسوكي ناكامورا
بيلي كونولي
توني گولدوين
تيموثي سپال
معلومات عن الفلم
عبارة وصف الفلم على الپوستِر: بوجه العدو، بقلب رجل، تقبع روح محارب
قضى توم كروز عامين إستعداداً لهذا الفلم. بين التدرب على إستخدام السيف، التمرّس مع ظروف العمل، و أخذ دروس باللغة اليابانية لم يتقاضى أي أجور مقدّماً حتى لا يُثقِل على ميزانية إنتاج الفلم
صانع السيوف الذي يظهر بالفلم هو شوجي يوشيهارا صانع سيوف حقيقي، و يُعد أحد افضل مَن يمارس هذه الحرفة في اليابان
الترجمة الصحيحة لعنوان الفلم هي: آخر الساموراي و ليست الساموراي الأخير لأن كلمة "ساموراي" بالعنوان تشير الى الجمع
سجّل الفلم إيرادات في اليابان أكثر منها في الولايات المتحدة. أمر يندر حدوثه
يحتفل هواة و عشّاق الفلم بإعادة مشاهدته بتاريخ ٢٦\٥ من كل عام. ٢٦\٥ هو تاريخ المعركة الأخيرة بالفلم