هو واحد من تلك الأفلام التي
تراه مرّة واحدة و يمكث في ذاكرتك للأبد يندر أن تحاول أن تشاهده مرّة أخرى يستحيل أن تشتريه و تضيفه لمجموعة أفلامك الخاصة
تتكلّم عنه بإيجابية و تَشيد بأداء ممثليه و قصته و موسيقاه التصويرية كلما ذُكِر أمامك
تدور أحداثه حول ملاكم (و راعي بقر) ذا طبيعة تدمير الذات. ينتقل من مدينة لأخرى ليعيش يومه فقط ..يصل الى مدينة يلتقي بها بشخصين .. مروّج حلبة الملاكمة لبق و ذكي
و فتاة
يدفعه المروّج بذكاء للعديد من النزالات في الحلبة، خافياً عنه حالته الطبيّة التي قد تؤدي ضربة واحدة، بمكان معين على رأسه، لقتله و يجد بالفتاة النور الذي يفتقده في حياته المظلمة
يحوي الفلم مشهد حوار بين الملاكم و مروّج النزالات حول النساء كل ما في المشهد جميل و هاديء. المنظر. الكلمات. الأداء. الموسيقى يجعل منه، برأيي الغير متواضع، أحد المشاهد التي يجب أن تُدرّس لصنّاع السينما، و يُتخذ كمقياس لجودة التعاون بين مَن هُم على جانبيّ الكاميرا مع النص و مع الموسيقى
أداء ممثلي الشخصيات الرئيسية الثلاثة يشع و يبهر كالشمس
طيّب لماذا إذاً لن تعيد مشاهدته و تضيفه لمجموعة أفلامك؟ الجواب هو أن الفلم هاديء. هدوئه لا ينتمي لعالمنا الصاخب هو كالطالب العاقل المعتدل الدرجات في الصف. ليس بالأول على الدفعة، و ليس بالشقي، ليجلب الأنظار اليه
الفلم من إنتاج عام ١٩٨٨
إخراج: مايكل سيريسِن
نص و حوار: ميكي رورك
موسيقى تأليف مايكل كايمِن و عزف إيريك كلاپتون تمثيل ميكي رورك كريستوفر ووكِن ديبرا فيوير