تدور أحداث الفلم حول مشرف عمليات لشركة أدوية أميركية. يذهب الى المكسيك برحلة عمل و هناك يصادف عدة أحداث غير طبيعية وظيفته معلّقة كأوراق الأشجار بفصل الخريف، حسابه البنكي ممكن مقارنته بالربع الخالي، حالته الزوجية مهترئة، رئيسه بالعمل يقترف معه نذالة بعد أخرى، هناك كارتيل (مافيا) مكسيكية تبحث عنه، يتعرف على أبلهين و فتاة تعتقد انه عميل لدائرة مكافحة المخدرات الأميركية، و أخيراً قاتل مأجور يحاول قتله ليستخدم مبلغ "الخدمة" لأعمال خيرية
كل هذا و نحن لم نصل الى نصف أحداث الفلم
هذا العمل هو أكبر مفاجأة فنية شهدتها للشهور الأخيرة، و أكثرها نشوة
احداث مشوقة. مرصوصة كأحجار الأهرام تنتقل بنا مِن مشهد لذيذ الى الذي بعده. نشهد مِن خلالها حوار ذكي غنيّ بالعبارات و المحاورات الرائعة (تعريف البطل للرجل النزيه، مناقشة الأسم "هاري"، و كل مشهد تفتح به شارليز ثيرون فمها) و القفشات الظريفة، ثم هناك مشهد نزال تبادل إطلاق نارٍ فريد، ثم نهاية عظيمة تقارنوها بإعظم نهايات أفلام الأكشن و التشويق
موازياً للسيناريو و الإخراج الذكيين يسير أداء الكادر التمثيلي لهذا العمل الفاخر. يقدّم الجميع بلا أي إستثناء شخصيات حقيقية تتعلّق بالذاكرة كما هي النجوم بالسماء. أكثر هذه النجوم سطوعاً كان اداء شارليز ثيرون التي تقدّم من خلال ٢٠ دقيقة بالفلم مجداً في الأداء الأخاذ المُبهِر
هذا الفلم يعيد الأمل لِمَن فقده بالسينما الأميركية و يفنّد نظرية "لم يعد هناك أفلام جيدة كما كانوا يصنعونها مِن قبل". هذا أفضل إستثمار لساعتين مِن وقتكم الذي تخصصونه للإستمتاع بعمل فني جيد
إنتاج عام ٢٠١٨
إخراج ناش إيدگِرتُن
سيناريو أنوني تامباكيس و ماتثيو ستون
تمثيل ديڤيد أويلأيووه شارليز ثيرون جويل إيدگِرتُن أماندا سايفرِد ثاندي نيوتِن
شارلتو كوپلي