فلم مجالد
إنتاج عام ٢٠٠٠
إخراج: ريدلي سكوت
نص و حوار ديڤيد فرانزوني جون لوگان ويليام نيكولسِن
بطولة رَسل كرو واكين فينيكس جيمان هونسو كوني نييلسين أوليڤر رييد ريچارد هاريس
موسيقى تصويرية: هانز تسِمير
اذا احبّ احدكم ان يدرس السينما الحديثة، فعليه ان يتخذ من هذا الفلم مثالاً و رمزاً للكمال و التكامل
ادناه العوامل التي اجدها، برأيي الغير متواضع، ما يعطي هذا الفلم درجة الكمال
الفلم متعدد الجنسيات. كرو من نيوزيلاند. فينيكس أميركي. نييلسين دنماركية. رييد بريطاني. هونسو من بينين. و هاريس ايرلندي و خلّي على بالكم ان مو كل تعدد جنسيات هو عامل نجاح، لكن هنا، بهذا العمل، هو بالتأكيد هكذا
اعتمد المخرج على اكبر قدر ممكن من الحقائق التاريخية اثناء عمل الفلم. فيُلاحظ ان الحلي و المجوهرات التي ترتديها النساء في الفلم مطابقة تماماً لتصاميم تلك الحقبة. و نفس الشيء مع الأسلحة، و حتى العبارات و التقاليد العسكرية. أمور بسيطة قد لا تعني شيئاً لك، لكن تعني الكثير عندما تود ان تعرف اسباب نجاح الفلم
على الرغم من وجود جزء كبير من المؤثرات البصرية المصطنعة، اعتمد المخرج قدر الأمكان على الأمور الحقيقية و الطبيعية. فمشهد إحتراق الغابة في بداية الفلم مثلاً كان حقيقياً. (الغابة كانت مجدولة لحرقها، اجراء وقائي للغابات مثل التطعيم للأطفال. دفع المخرج للحكومة حتى يتولى عملية الحرق و يستفاد منها للفلم
نص الفلم ذي عمود فقري صلد. يعيد تعريف شخصية البطل للمشاهد بعد غياب طويل. فها هو مرة اخرى يقف على رجليه متحدياً المعوقات (و أي معوقات!) و يحفر الجبل بإظافره ليحقق غايته
النص مليء بعبارات رائعة تدق اجراساً لطيفة بآذان سامعيها، تتردد لآلاف المرات و لأكثر من ١٥ عاماً بعد الفلم. على سبيل المثال لا الحصر عند إشارتي، إطلق عنان الجحيم ما نفعله في الحياة، يتردد صداه في الأبد و هكذا أفلام تُعد عدد الأصابع منذ نشوء السينما، ليومنا هذا
رؤية المخرج. هناك لقطات في الفلم، لو مهما وصِفت بالسيناريو، لم تكن ستظهر بالجمالية و السحر اللذين قدمها بها ريدلي سكوت. و هنا يدخل عامل الفن المتأصّل عند المخرج، ثم خبرته لاحظ لقطة ملامسة بطل القصة لسنابل الحنطة في الحقل، كمثال
إختيار الممثلين كان ربع اسباب نجاح الفلم كان كادر ممثليّ الفلم يشع فنّاً كرو بصوته الجهور و لغة جسده - المنتصر المهزوم فينيكس بجنونه و سُكره بالقوة و السلطة رييد بنظرته الثاقبة و الأداء الصوتي الذي يفيض خبرة نييلسين بالكبرياء المَلكي و دهاء المتعلّق بقشة للبقاء هونسو بالصداقة الحقيقية التي يندر تطبيقها في عالم السينما ندرة اللآلئ السوداء
الموسيقى التصويرية. اختيار موفق آخر. هنا يُبدع هانز تسِمير، و يُبدع، ثم يُبدع لم يعتمد على مقطوعة رئيسية واحدة (مثل ٩٩% من الأفلام) بل على ثلاثة. واحدة درامية، واحدة للتعظيم و التفخيم و القوة، و واحدة للوداع تتسابق الواحدة مع الأخرى في حقول الخلود فمثلما كان سكوت دقيقاً بالإخراج، كان تسِمير بالموسيقى. يلاحظ ذلك بوضوح يستطيع تمييزه الأعمى الأخرس الأبكم بالمقطوعات المذكورة من ناحية الأداء و الأدوات عزف أحدها عازف ناي من أرمينيا ثم تعاونه مع المغنية ليسا جيرارد بأغنية/مقطوعة الآن نحن أحرار
مجموع ايرادات الفلم عالمياً كان ٤٥٧ مليون (و شوية خردة) بعام ٢٠٠٠ ما يعادل ٦٤٧ مليون، و شوية خردة بحساب اليوم
فاز بخمسة جوائز أوسكار و طن من الجوائز الأخرى اذا تحبون تعرفون بأي مجالات فاز بالأوسكار، سووا له گوگل. آني تعبت
أتفق لفيف من كبار عشّاق السينما و التلفزيون على بداعة الفلم و روعة و اتقان عمله، و هم ممن اثق برأيهم و وجهة نظرهم الفنية، و هم طلعت ميشو، غزوان مردو، و فادي تلّو