فلم سقوط
إنتاج عام ٢٠٠٤
إخراج: أوليفر هيرشبيگيل
بطولة برونو گانتس اليكزاندرا ماريا لارا أولغيش ماتيس توماس كريتشمان
جولايانه كولِر
يتحدث هذا الفلم عن الأيام الأخيرة للحكم النازي في المانيا، و قائدها حينذاك، أدولف هتلر
الفلم مبني على كتابين. الأول بإسم "داخل ملجأ هتلر" للكاتب المؤرخ واكيم فيست، و الثاني بإسم "حتى الساعة الأخيرة" للكاتبة ترودي يونگه - آخر سكرتيرة شخصية لهتلر
الفلم عبارة عن عمل مبدع، جمع بين الحدث التاريخي (سقوط برلين متر بمتر)، التفاصيل الدقيقة (ملجأ يحوي قائد الدولة و القيادة العامة للقوات المسلحة، مئات من العسكر و الموظفين المدنيين، و حياتهم اليومية داخل هذا الملجأ)، أفعال القائد و ردود أفعال من حوله، بمحور درامي مؤثر
يحوي العمل السينمائي هذا لقطات تصرخ بمواقف و تساؤلات لا زالت تدوي بأذهان الألمان ليومنا هذا باحثة عن تفسير و جواب
منها
لم أكن نازية، و كان عندي الأختيار بأن لا أعمل للفوهرر، و مع ذلك فعلت ذلك. أنا غاضبة على نفسي، الفتاة الساذجة التي لم تستطع تمييز هذا الوحش، و أجد من الصعوبة أن أغفر لنفسي العمل عنده - ترودي يونگه، آخر سكرتيرة شخصية لهتلر
أحد مساعديّ هتلر يخاطب جنرالاً تم استدعائه للملجأ المساعد: أعجب الفوهرر بتقريرك. لقد عيّنك قائداً لقوات الدفاع عن برلين الجنرال: كنت أُفضِّل لو كان قد أمر بإعدامي
أطفال يحملون السلاح للدفاع عن الفوهرر في شوارع برلين التي تسقط الواحدة تلو الأخرى أمام زحف الروس عليها
ثلاثة مليون من المدنيين تُرِكوا في المدينة المحاصرة، بلا ماء، بلا دواء، بلا طعام، بلا فحم. و الفوهرر يعلّق: الشعب قد ضعف، و بناء على قوانين الطبيعة، يجب أن يموت
مِن هؤلاء الثلاثة مليون يجنّد وزير الدعاية گوبلز "جيش شعبي" و يرسلهم لمواجهة الروس، بلا تدريب، بلا سلاح عندما يحتج أحد الجنرالات، يجيبه گوبلز: لا استطيع ان اتعاطف مع الشعب. الشعب هو من جلب هذا على نفسه
و عندما يؤكد الجنرال عبثية إرسال المدنيين بوجه الروس بدون تدريب و سلاح، يعقّب گوبلز: إيمانهم المطلق بالنصر سيعوّض عن كل هذا
إيفا براون، زوجة هتلر، تكتب لإختها من الملجأ: ساعتي ليست معي للأسف، هي عند الجواهرجي ليصلحها
العمل الفني ينقل هذا التناقض، هذا الجنون، بشكل دقيق و بتسلسل تاريخي يستحق التحية
كل الممثلين بلا إستثاء اجادوا دورهم بدرجة تستحق حسد العسكر يعلو فوقهم أداء برونو گانتز بدور الزعيم النازي بلغة جسده، بنظراته، بطريقة كلامه و بجنونه. ليس كأداء الفلم الوثاقي، بل بأداء فني قدير
حدد المخرج من دور الموسيقى التصويرية للفلم، ربما ليربط المشاهد اكثر بالواقع، لكن هناك بضعة لقطات نسمع بها عزف البيانو، و هنا.. هنا نتحسس سحر الموسيقى و تأثيرها على النفس البشرية
ليس بفلم يود ان يشاهده الكل
و ليس بفلم سيعجب كل من يشاهده لكنه حدث فني لا يفوّت يمكن لواحدنا ان يشهد ما حصل، و يقارن بما حصل لاحقاً و لاحقاً و لاحقاً و ما زال يحصل و سيحصل